روائع مختارة | واحة الأسرة | صحة الأسرة | ورطــة عريس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > صحة الأسرة > ورطــة عريس


  ورطــة عريس
     عدد مرات المشاهدة: 3005        عدد مرات الإرسال: 0

وزني بدأ يزيد يا دكتور، ماذا أفعل، وخصوصا أنني على وشك الزواج؟

هذه قصة مريض راجعني شاكيا من مشكلة صحية، ولكنه إستغل الفرصة في طرح معاناة أخرى رأى أنها بدأت تقلقه، لاسيما أنه على وشك إكمال نصف دينه والدخول في القفص الذهبي بعد شهور، فهمست في أذنه: ترى بعد الزواج سيزيد وزنك 20-30 كجم إذا لم تنتبه لنفسك، طالما بدأت المؤشرات تظهر من الآن.

بالطبع نصحت العريس بما يجب عليه فعله الآن من حمية ورياضة وإنخراط في النادي حتى يبدو أمام العروس رشيقا كالفراشة الطائرة قبل أن تنقل له كلاما لا يعجبه بالهمس والغمز وتناديه في كل مرة يا دبه، هذا إذا لم يكن حالها هي الأخرى من صاحبات الوزن الثقيل.

والحقيقة أن هذه المعاناة ليست مقتصرة على العريس الورطان، بل هي شكوى الكثيرات والكثيرين من الأفراد الذين فعلا تشعر أنهم أصبحوا أسيرين للوزن الزائد والسمنة وغير قادرين على مواجهة الأمر لسببين، إما ظروف حياتهم لا تساعدهم على الإشتراك في المراكز الرياضية المنتشرة في المستشفيات أو غيرها، أو فشلهم في إتباع أي نوع من أنواع الحمية والرجيم، وكل هذه الأمور تنعكس تدريجيا في زيادة الوزن عند الأفراد بعض الكيلو جرامات إلى أن يصبح هذا الفرد في ورطة كبيرة وهو يرى أن ملابسه لم تعد مناسبة لجسده، حركته أصبحت مثقلة، رنين الشخير بدأ يزعج المحيطين به، بالإضافة إلى ظهور أمراض أخرى مصاحبة للسمنة.

وبالأمس القريب إختتم المؤتمر العالمي للسمنة جلساته العلمية في الرياض بتوصيات عديدة، منها ضرورة إنشاء عيادات لعلاج السمنة في المراكز الصحية في المملكة، بإعتبار هذه المراكز تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الأمراض المزمنة.

وبدوري إتفق مع هذا التوجه، خصوصا أن الدراسات الصحية التي أجريت في المملكة تشير إلى إرتفاع معدلات السمنة إلى مستويات كبيرة جعلت من الضروري الإهتمام بهذه الظاهرة المقلقة وغير الصحية، وساهمت عدة عوامل في إنتشار هذه الظاهرة السلبية في الآونة الأخيرة، من أهمها إرتفاع القوة الشرائية بين شرائح المجتمع المختلفة وإنتشار مطاعم الوجبات السريعة وتغير العادات الغذائية مع تدني مستويات المجهود الحركي والنشاط البدني. ووفقا للإحصائيات الطبية، فإن معدلات زيادة الوزن بين النساء السعوديات بلغت نحو 66% من الإجمالي، كما أكدت الدراسات الصحية أن 52 % من إجمالي عداد البالغين في المملكة مصابون بالسمنة، في حين تصل هذه النسبة إلى 18 % بين من هم في سن المراهقة و15 % بين الأطفال قبل سن المدرسة، حتى الأطفال الرضع تفشت لديهم ظاهرة السمنة وذلك بنسبة7%.

وأخيرا، تظل مشكلة إنتشار السمنة في بلادنا معادلة صعبة، ولا تتركز على القطاعات الصحية، لأن هناك ما هو أهم وهو وعي الفرد في مواجهة هذه المشكلة من خلال ضبط إستهلاك الطعام وتجنب كل ما يرفع وزنه، وممارسة الرياضة، والإبتعاد أو التقليل من المأكولات الدسمة وخصوصا في الولائم والحفلات.

بقلم: د. هيثم محمود شاولي.

المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.